مقتطفات من كتاب الظلام في داخلي

 الفراغ: العدو الحقيقي للإنسان

مقتطفات من كتاب الظلام في داخلي

بين مقولة محمد شكري: "على المرء أن يبقى مشغولاً للحد الذي يلهيه عن تعاسته"، ومقولة غازي القصيبي: "العمل لا يقتل مهما كان شاقًا ولكن الفراغ يقتل أنبل ما في الإنسان"، يظهر دليل واضح على أن الفراغ هو السبب الأساسي وراء التعاسة والبؤس في معظم الأوقات.

الفراغ يمتلك قدرة عجيبة على تضخيم كل شعور يمر به الإنسان. فهو يضخم العاطفة، التعب، والألم. بينما الشخص الغارق في انشغالاته يبقى متزنًا في انفعالاته تجاه الحياة، لأنه ببساطة لا يملك الوقت للانجراف وراء مشاعر عابرة وغير منطقية.

الفراغ لا يرحم، وهو العدو الحقيقي الذي يسلب الإنسان اتزانه وسعادته.

سر النجاح

الأشياء الصغيرة والبسيطة التي نقوم بها يوميًا هي التي تصنع الفرق الحقيقي في حياتنا. 

لهذا السبب حياتنا مبنية على العادات، مثل الصلاة خمس مرات في اليوم، قراءة ورد من القرآن يوميًا، قيام الليل، وصلاة الفجر. 

هذه العادات اليومية هي السر الذي نملكه لكننا أحيانًا لا ندرك قيمته.

الشخص الناجح لا يحقق إنجازاته من خلال عمل كبير واحد فقط، بل من خلال أفعال صغيرة ومتكررة يوميًا.

• من يملك جسمًا صحيًا وجميلًا، يتمرن يوميًا حتى لو لمدة 10 دقائق فقط.
• المتفوق في دراسته يذاكر يوميًا ولو لنصف ساعة.

وأهم عنصر هو قوة الإرادة. على سبيل المثال:

• إذا قررت قراءة شيء، أكمل الفصل حتى نهايته.
• إذا بدأت مشاهدة سلسلة تعليمية على يوتيوب، استمر حتى تنهي الحلقة.
• تعلم أن تضغط على نفسك، لأن الالتزام بالأفعال الصغيرة والمستمرة هو مفتاح النجاح.

النجاح ليس بالشغف وحده

لا أحد يحقق النجاح بالشغف والحماس وحدهما، ولا بأغاني فيروز على الصباح مع كوب القهوة وشقشقة العصافير.

 النجاح الحقيقي يحدث عندما تستيقظ من النوم وأنت تشعر بالضيق من نفسك ومن حياتك، لكنك رغم ذلك تنهض لتؤدي ما عليك، سواء في الدراسة أو العمل، وتكمل يومك حتى النهاية.

وعندما ينتهي اليوم، بدل أن تستسلم للنوم، تجلس لتكمل ما تبقى عليك، حتى وأنت غير قادر على تحمل نفسك أو أي شيء من حولك.

فكرة الشغف والسعادة الدائمة والطريق الوردي في رحلة النجاح لا وجود لها في الواقع. هذه مجرد عبارات مناسبة لمحاضرات التنمية البشرية التي يمكنك تقديمها لجني بعض المال لا أكثر.

الرحلة صعبة، و لم تكن ابدا سهلة.

ما تعلمته: بناء روتين يومي مثمر

تعلمت أشياء مهمة جدًا من كتاب قوة العادات، خصوصًا في تربية الأطفال، وخاصة الاطفال صعبة المراس. الفكرة الأساسية تكمن في التعود الذي يتحول بعد ذلك إلى روتين.

لو أردت تعليمهم الصلاة، غسل الأسنان، القرآن، أو المذاكرة، كل ما عليها هو التدريب عليها يوميًا لمدة شهر مثلاً، ثم ستتحول هذه الأفعال إلى عادة تلقائية. وأنت أيضًا يمكنك اتباع نفس المنهج مع عادات مثل القراءة، المذاكرة، الرياضة، المشي يوميًا، والتواصل مع الناس.

أهم ما تعلمته أيضًا:

• أنتِ قادرة على التأثير في من حولك من خلال مظهرك، حتى لو كنتِ تشعرين بعدم الثقة في داخلك. ثقتك في مشيتك، حديثك، اختيار ملابسك، ونبرة صوتك هي أدوات قوية لبناء ثقة بالنفس أكبر.

• هل لاحظتِ أنكِ تتحدثين كثيرًا في بعض المواقف؟ هذا قد يكون بسبب توتر أو طاقة مكبوتة داخلك. قد يؤدي ذلك إلى إهدار وقتك وشعورك بتقليل من نفسك. العصبية والقلق الزائد يدفعاننا جميعًا للتحدث أكثر من اللازم أحيانًا، مما قد يجعل الآخرين يشعرون أننا أقل ثقة.
• دعينا نتحدث أكثر عن ذلك. ما هي المواقف التي تشعرين فيها بالتوتر أكثر؟ وهل هناك أي طرق تجدينها مفيدة للتغلب على هذا الشعور؟

• التعلم يغير الداخل والخارج:

البودكاست الجيد والكتب القيمة ليست مجرد معلومات، بل تلعب دورًا في تغيير طريقة التفكير وتؤثر على ما يظهر للخارج.  عندما يكون الانسان هادئ وراسخ و رزين ، يبدأ الطرف الآخر بالتحدث ويشعر بالغموض تجاهه. هذا ما نحتاجه، أن نتعلم فن الصمت ونترك مجالًا للطرف الآخر ليعبر عن نفسه بدلاً من أن نكون الطرف الذي يعطي كل الطاقة بلا حدود.