سكر الدم هو المصدر الرئيسي للطاقة الذي تعتمد عليه خلايا جسمك لأداء وظائفها الحيوية. لكن، ما هو سكر الدم بالضبط؟ ولماذا من الضروري أن نحافظ على مستوياته ضمن النطاق الطبيعي؟ في هذه المقالة، سنأخذك في جولة مبسطة لفهم سكر الدم، كيف ينظم جسمك مستوياته، ما هي أسباب ارتفاعه وانخفاضه، وأفضل الطرق للحفاظ عليه متوازنًا لصحة أفضل.
ما هو سكر الدم (الجلوكوز)؟
سكر الدم، أو الجلوكوز، هو نوع من السكريات البسيطة التي يتم استخلاصها من الطعام، وخصوصًا الكربوهيدرات. بعد تناول الطعام، يقوم الجهاز الهضمي بتكسير الكربوهيدرات إلى جلوكوز، الذي ينتقل إلى مجرى الدم ليصل إلى خلايا الجسم.
الخلايا تستخدم هذا الجلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة، مما يجعل وجوده في الدم ضروريًا للغاية لاستمرار الحياة والنشاط.
كيف ينظم الجسم مستويات سكر الدم؟
ينظم جسم الإنسان مستوى الجلوكوز في الدم من خلال نظام هرموني دقيق، تتمثل أهم مكوناته في:
- الأنسولين: هرمون يُفرز من البنكرياس بعد تناول الطعام، يساعد على دخول الجلوكوز إلى داخل الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة أو تخزينه.
- الجلوكاجون: هرمون يعاكس عمل الأنسولين، حيث يفرزه البنكرياس في حالات انخفاض مستوى السكر في الدم، ليحفز الكبد على إطلاق الجلوكوز المخزن.
- هرمونات أخرى: مثل الكورتيزول والأدرينالين، التي تلعب دورًا في رفع مستويات السكر عند الحاجة، خاصة أثناء التوتر أو الإجهاد.
هذا التوازن الدقيق يضمن بقاء مستويات السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي، مما يحافظ على سلامة الجسم ووظائفه.
ما هي المستويات الطبيعية لسكر الدم؟
للحفاظ على صحة الجسم، يجب أن تكون مستويات السكر في الدم ضمن القيم التالية
- صائم (لمدة 8 ساعات أو أكثر): أقل من 100 ملغ/ديسيلتر.
- بعد الأكل بساعتين: أقل من 140 ملغ/ديسيلتر.
- مستوى السكر التراكمي (HbA1c): أقل من 5.7%، وهذا يعكس متوسط مستوى السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة السابقة.
تجاوز هذه المستويات قد يشير إلى مشاكل صحية تستدعي التدخل الطبي.
ارتفاع سكر الدم (فرط سكر الدم)
الأسباب الشائعة:
- الإصابة بداء السكري (النوع الأول أو النوع الثاني)
- مقاومة خلايا الجسم للأنسولين.
- تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات والسكريات.
- قلة ممارسة النشاط البدني.
- التوتر والإجهاد المستمر.
- تناول بعض الأدوية التي تؤثر على مستويات السكر.
الأعراض التي قد تشعر بها:
- كثرة التبول.
- العطش المستمر.
- الشعور بالجوع رغم تناول الطعام.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الإرهاق والتعب.
- ضعف وضوح الرؤية.
- بطء التئام الجروح.
المضاعفات المحتملة:
إذا تُرك فرط سكر الدم دون علاج، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:
- أمراض القلب والشرايين.
- تلف الأعصاب (اعتلال الأعصاب).
- تلف الكلى (اعتلال الكلى).
- مشاكل في العين (اعتلال الشبكية).
- مشاكل القدم، والتي قد تصل إلى ما يُعرف بالقدم السكري.
انخفاض سكر الدم (نقص سكر الدم)
الأسباب المحتملة:
- تناول جرعة زائدة من الأنسولين أو أدوية السكري.
- تأخير أو تفويت وجبات الطعام.
- ممارسة التمارين الرياضية الشاقة دون تناول وجبة خفيفة مناسبة.
- شرب الكحول بكميات كبيرة.
- بعض الحالات الطبية النادرة.
أعراض نقص سكر الدم
- الارتعاش والتعرق
- الدوخة والدوار.
- الجوع الشديد.
- تسارع ضربات القلب
- صعوبة التركيز.
- تشوش الرؤية.
- في الحالات الشديدة: فقدان الوعي.
كيفية التعامل مع نقص السكر:
- تناول أطعمة أو مشروبات تحتوي على سكريات سريعة الامتصاص مثل عصير الفواكه أو الحلوى.
- في حالات فقدان الوعي، يجب تلقي حقنة جلوكاجون بواسطة شخص مدرب أو التوجه للطوارئ فورًا.
كيف تحافظ على مستويات سكر الدم الصحية؟
الحفاظ على سكر الدم ضمن المعدلات الطبيعية يحتاج إلى اتباع نمط حياة صحي، يشمل:
النظام الغذائي:
- التركيز على تناول الألياف مثل الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة.
- الحد من السكريات المضافة والكربوهيدرات المكررة.
- تناول البروتينات والدهون الصحية باعتدال.
- الحفاظ على مواعيد منتظمة للوجبات وعدم تفويتها.
النشاط البدني:
- ممارسة التمارين الهوائية المتوسطة الشدة لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا.
- تمارين القوة مرتين أسبوعيًا.
- الحفاظ على وزن صحي: حيث يقلل الوزن المثالي من مقاومة الأنسولين ويُحسن حساسية الجسم للأنسولين.
- مراقبة مستويات سكر الدم: خاصة لمن يعانون من مرض السكري أو لديهم عوامل خطر.
النوم الجيد: الحصول على قسط كافٍ من النوم يعزز توازن الهرمونات المسؤولة عن تنظيم السكر.
المراجعة الدورية للطبيب: للحصول على نصائح وعلاج مناسب حسب الحالة الصحية.
خاتمة
فهم طبيعة سكر الدم وأهمية المحافظة على مستوياته ضمن المعدلات الطبيعية هو أساس الصحة الجيدة. من خلال تبني نمط حياة صحي ومتوازن، يمكننا حماية أنفسنا من مضاعفات أمراض السكر وتحسين جودة حياتنا بشكل عام. لا تتردد في استشارة الطبيب عند الشعور بأي أعراض أو للمتابعة الدورية.
مصادر موثوقة للمزيد من المعلومات:

اترك تعليقا